تاريخ العصور القديمة
عصر ما قبل التاريخ
عصر ما قبل التاريخ أو ما قبل التاريخ (النسبة إليه: قَبْتَارِيخِي) وهو مصطلح يطلق على الحقبة التي تسبق اختراع الكتابة في مصر وسومر (بالعراق). نشأت الكتابة في العراق تقريبا بين 3400 – 3200 ق.م. تلك الحقبة تشكل العصور الجيولوجية والعصور الحجرية والتقسيمات الزمنية لهذه الحقبة الطويلة.
وجدت في جنوب فرنسا وإسبانيا كهوف كان يسكنها الإنسان البدائي قبل 35.000 سنة. وتشير الرسومات التي رسمها الإنسان في ذلك الوقت أنها كانت رسومات تعبر عن نفسه من ناحية وأخرى لرسم المعنى المراد التعبير عنه. فكان يطبع كفوفه على جدران الكهوف، كما تزخر الكهوف برسوم لمختلف الحيوانات التي يعيش على صيدها مثل الأبقار والغزلان، وبعضها يمثل نمورا وغيرها. كما عثر في تلك الكهوف على أدوات حجرية بسيطة كان الإنسان يستخدمها في تقطيع اللحم وجني الثمار وتقطيع الجذور.
أقدم رماح عثر عليها في أحد مناجم الفحم في ألمانيا. المحجر شونينغن ويقع بالقرب من مدينة هلمشتيت بوسط ألمانيا. عثر على عدد من الرماح، يبلغ طول الرمح مترين ونصف متر وكان يُستخدم للرمي والصيد. يرجع تاريخه إلى نحو 150.000 سنة على الأقل.
ينقسم عصر ما قبل التاريخ إلى خمس فترات :
- الفترة الضاربة في عمق التاريخ عصر حجري قديم سفلي – ما بين 7 ملايين سنة – 100.000 سنة. بدأ ظهور الإنسان على الأرض قبل نحو 2.5 مليون سنة. الإنسان المنتصب، واسترالوبيكتس.
- الفترة المتوسطة لعصر ما قبل التاريخ عصر حجري قديم وسيط – ما بين 100.000-35.000 سنة: ظهور الإنسان الماهر الإنسان الماهر و النياندرتال والإنسان الحديث إنسان عاقل. انتشار الإنسان الحديث على الأرض خارجا من أفريقيا (حسب نظرية الخروج من أفريقيا).
- الفترة العليا من ما قبل التاريخ عصر حجري قديم علوي – ما بين 30.000- 10.000 سنة. انقراض النياندرتال وانتشار الإنسان الحديث في جميع بقاع العالم.
- Epipaleolithic Era – في الفترة ما بين 10.000 – 5.500 سنة ق.م. العيش في جماعات وزراعة الأرض في الشرق الأوسط ووادي النيل والصين والهند؛ في أوروبا عاش الإنسان كصياد وجامع للثمار.
- عصر ما قبل الأسرات مصر ما قبل التاريخ – في الفترة ما بين 5500 – 3100 سنة ق.م. الحضارات الأولى على ضفاف الأنهار، قبل عصر الأسرات في مصر و العراق و الهند و الصين. ابتكار أدوات لزراعة الأرض وجني المحاصيل، صناعة الفخار، وصناعة النسيج، واختراع الكتابة، تربية المواشي والأغنام، الأساطير الأولى.
ترتيب التاريخ القديم
تنقسم التاريخ القديم حسب منشورات عام 1836 إلى نظام ثلاثة عصور، هي : العصر الحجري و العصر البرونزي و العصر الحديدي. وينطبق هذا التقسيم حاليا على منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وأوروبا والشرق الأوسط. ولا يبدأ التاريخ القديم في أمريكا الشمالية مثلا قبل وصول الأسبان إلى هناك.
ويعتبر أقدم العصور هو العصر الحجري القديم وبدء الإنسان في الزراعة فيما يسمى العصر الحجري المبكر. في وسط أوروبا وشمالها تنطبق مرحلة العصر الحجري الأوسط مع عصر “إبيباليوليثيك المبكر” قبل 10.000 – 5.500 سنة في بلاد البحر الأبيض المتوسط.
وطبقا لتأريخ العالم فإن العصر الحجري القديم يطابق العصر البليستوسيني قبل نحو 6و2 مليون سنة، حيث عثر على أقدم الأحجار المصنعة بيد الإنسان في منطقة الحبشة و تنزانيا. تبعه عصر الهولوسيني. في تركيا عثر على حضارة أناس قامو بتشييد بنايات حجرية يرجع تاريخها على 11.000 سنة مضت. في العصر الحجري الحديث قبل نحو 7000 آلاف سنة بدأت الكتابة في العراق القديم (سومر) وعند قدماء المصريين.
ثم حدث اكتشاف وتصنيع المعادن، وهذا ما نسميه العصر النحاسي. وانتشر النحاس في معظم البلاد واستخدامه. ثم عرف الإنسان بعد ذلك صناعة البرونز من النحاس والقصدير خلال (العصر البرونزي). وبعد اكتشاف صناعة الحديد وزيادة تعداد سكان المدن، بدأ الانتقال من التاريخ القديم إلى التاريخ الحديث المبكر.
العصر الحجري
العصر الحجري هو الحقبة الأولى في تاريخ الإنسان وهي تتسم بمعثورات نجدها من أدوات حجرية. وقد بدأت تلك الفترة (بحسب معلوماتنا الحالية) قبل نحو 6و2 مليون سنة في أفريقيا.
العصر الحجري القديم
أدوات من الحجر: إنسان بحيرة رودولف والإنسان الماهر
يبدأ تاريخ الإنسان في أفريقيا قبل نحو 6 ملايين سنة كأشباه إنسان يمشي قائما القامة. وجاء من بعده أسترالوبيثكس ليحسن من تلك الهيئة المنتصبة، ونشأت منه بعد ذلك ما يسمى ” إنسان Homo ” : إنسان بحيرة رودولف إنسان بحيرة رودولف والإنسان الماهر Homo habilis.
وشروط اعتبار المخلوق انسانا تعتبر – إلى جانب اختلاف بنية جسمه عن جسم الأسترالوبيثكس – أنه على الأرجح استخدم أدوات حجرية قبل نحو 2.5 مليون سنة. كان يضرب الحجارة بعضها البعض لينتج جزء منها مسنونا حادا.
أدوات يدوية حجرية: الإنسان المنتصب
عاش الإنسان المنتصب في العصر المسمى العصر الحجري القديم قبل نحو 2.6 مليون سنة، وكان الإنسان الأول يستخدم أدوات من الحجر ؛ وتسمى تلك الحضارة: حضارة أولدوان (195.000 سنة سبقت). وبعض من جاء من بعدهم استخدم النار مثلما وجد في المنطقة الاثرية “غيشر بنوت ياكوف ” قبل 790.000 سنة – وتاريخها مصدق عليه – في فلسطين. كانت تستخدم تلك الأدوات الحجرية للقطع والكشط.
قبل نحو 1.5 مليون سنة وصلت المعيشة في أفريقيا المرحلة الحضارية “أشيولين”، حيث أصبح لتصنيع الأدوات الحجرية تقنية. وقبل نحو 500.000 سنة وصلت تلك التقنية إلى أوروبا. وتتميز تلك التقنية بسن الحجر من جهتين وليس من جهة واحدة، وكان إنتاج تلك الأدوات الحجرية أكثر عناية.
وكان الانسان المنتصب قابلا للتأقلم حتى انه استطاع الخروج من أفريقيا إلى الشرق الأوسط، ثم إلى الهند والصين. عثر على آثار الإنسان المنتصب في جاوة ، إندونيسيا منها إنسان جاوة ما يقدر تاريخة 1.100.000 – 900.000 سنة سبقت، وأنسان جاوة آخر يرجع تاريخه إلى 500.000 – 140.000 سنة سبقت. وإنسان بكين (400.000 – 250.000 سنة سبقت). ومن جهة أخرى استطاع الإنسان المنتصب الانتشار إلى جنوب أوروبا ووسطها (طبقا لنظرية الخروج من أفريقيا). وصل الإنسان الحديث (هوموسابينس) أمريكا الشمالية من الغرب قبل نحو 70.000 -50.000 سنة.
نشأ من الانسان المنتصب عبر الزمان ما يسمى بعد ذلك إنسان هايدلبيرغ – وعمل في الصيد وجمع الثمار وقطع الجذور. وقد عثر في أحد مناجم الفحم في ألمانيا وهو “منجم شونينغن” بالقرب من هلمشتيت ، عثر على رماح للقذف يبلغ عمرها نحو 270.000 سنة على الأقل (رماح شونينغن).
أحجار مجهزة: إنسان تياندرتال
رسم الكهوف: الإنسان الحديث Homo sapiens
تمادى تطور الإنسان المنتصب في أفريقيا وتطور الإنسان المنتصب في أوروبا وآسيا بحيث أصبح سكان أوروبا وآسيا الوسطى من النياندرتال، وخرج من أفريقيا نوع متطور من البشر وانتشر قبل نحو 100.000 سنة . في هيئة الإنسان الحديث وربما يعزى إليه اختفاء النياندرتال قبل نحو 35.000 إلى 25.000 سنة. ولكن سبب انقراض النياندرتال ليس معروفا بالضبط . وتدل دراسات قامت بها جامعة لايبزيغ بطريقة تحليل الحمض النووي (عينات أخدت من العظام ) على أن الإنسان القادم من أفريقيا عاش مع النيادرتال عشرات الآلاف من السنين جنبا إلى جنب، بل وتعاشروا ونتج منهما نسلا مختلطا . تدل تلك الاختبارات على أن الإنسان الأوروبي يحمل نحو 4% من النياندرتال . أختفي النياندرتال قبل 35.000 – 25.000 سنة.
اتقن الإنسان الحديث Homo sapiens تقنية ضرب الحجارة وتصنيعها إلى أدوات تساعده في معيشته . ومما يلفت النظر ما خلفه هؤلاء القدماء من سكان الكهوف وما رسموه في كهوفهم في جنوب فرنسا وفي إسبانيا من رسوم تجريدية رمزية (رسوم الكهوف) يرجع تاريخها إلى نحو 35.000 سنة .
كما عثر في جنوب أفريقيا على أدوات مصنوعة من العظم وتعد أقدم ما عثر عليه منذ نحو 77.000 سنة في كهف بلومبوس.
الحضارة المصرية القديمة
بدأت الحضارة في مصر قبل نحو 150.000 سنة، ويرجح أن الإنسان ظهر على أرض مصر لأول مرة منذ ذلك التاريخ . وقد وفد إليها أقوام من ليبيا ومن الصومال وقبائل آسيوية من الجنس السامي. وظل المصريون القدماء منذ أواخر العصر الحجري القديم (110 آلاف عام قبل الميلاد) فرعاً من سلالات البحر المتوسط الجنوبية، واعتبروا أنفسهم أمة قائمة بذاتها وأطلقوا علي أنفسهم “تاوي تم” أي أهل مصر أو ناس الأرض.
وينقسم عصر الباليوليتي المتوسط (100.000 سنة سبقت ) إلى خمسة عصور هي:
1- العصر الحجري القديم: ففي العصر الحجري القديم عاش المصريون القدماء علي الهضاب حول النيل في كهوف من الصخور هرباً من قسوة الطبيعة والحيوانات البرية : وعاش الإنسان علي صيد الحيوان، واستخدام الأدوات الحجرية . وبعد العصر المطير حدثت نوبات من الجفاف أدت إلى تجمع السكان في وادي النيل بعد أن أصبحت الصحراء فقيرة في مواردها من ماء ونبات وحيوان . وكانت أكبر انجازات هذا العصر اكتشاف النار واستخدمها القدماء في الطهي وتخويف الحيوانات المفترسة. كما استطاع الإنسان أن يتوصل إلى صناعة بعض أنواع بدائية من الفخار استعملها كأدوات له .
في مناطق أخرى من العالم نشأت حضارة شبيهة مثل حضارة قدماء المصريين على شواطيء الأنهار في المناطق الدافئة، مثل بلاد الرافدين وفي الهند و الصين و نيجيريا. أما في الشمال البارد مثل أوروبا فكانت الأمطار وفيرة وكثرت الغابات، وعاش الناس على الصيد. واستخدموا رماحا لصيد الحيوانات، وكانوا يعيشون في جماعات صغيرة.
2- العصر الحجري الحديث : تغيرت الأحوال المناخية، انقطع المطر وخلت الهضاب والصحاري من الأعشاب، ولم تعد صالحة للحياة بينما جفت المستنقعات التي كانت تملأ الوادي وأصبحت أرضه أصلح للحياة. وبدأ الإنسان الذي سكن الوادي يستأنس النبات والحيوان، وأدي ذلك إلى اكتشاف الزراعة التي ارتبطت بالاستقرار، وبناء المساكن البدائية من الأشجار والطين. كما أدت الزراعة إلى صناعة أدوات جديدة كالحراب والفؤوس أكثر دقة مما كانت عليه في العصر الحجري القديم. وبدأت صناعة الفخار في أواخر هذا العصر تتطور وتأخذ أشكالاً واستخدامات جديدة.
3- عصر المعادن : كان لوجود المصريين المستمر في سيناء أثره في الكشف عن المعادن وأولها النحاس الذي استخدم في باديء الأمر لصناعة الحلي للنساء. ثم بدأ عصر جديد لتقدم الإنسانية بصنع القدماء الإبرة النحاسية وهي أول أداة صناعية معدنية استخدمها الإنسان. كذلك استخدم المصريون منذ بداية هذا العصر الذهب في صناعة الحلي. كما ارتقت صناعة نسيج الأقمشة والجلود والعاج، وتطورت صناعة الخزف. وبدأ الفن المصري القديم في الظهور مع نقش الأواني. كما تطورت مساكن القدماء وأصبحت تبني من الطوب اللبن والخشب وبدأ استخدام الأثاث والوسائد من جلود الحيوانات.
كان النحاس هو أكثر المعادن استخداما في تلك الفترة، ولكن استعمال الأدوات الحجرية كان هو الغالب. ونجد في أوروبا مثالا ممثلا في أوتزي الذي كان صيادا في أواسط أوروبا على جبال الألب (قبل 5300 سنة سبقت)، وكان معه بلطة مصنوعة من النحاس بنسبة 99% نحاس من منطقة سالزبورغ، في النمسا حاليا.
العصر البرونزي
البرونز هو سبيكة تحتوي بنسبة 90% على النحاس و 10% قصدير. ابتكرت تلك السبيكة قرب نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد (نحو 3800 قبل الميلاد). والبرونز أشد صلابة من النحاس. وإمكن صناعة الأزاميل منه لتقطيع الأحجار. وفي منطقة أرض كنعان (فلسطين) وجد البرونز فيها منذ 3300 قبل الميلاد. وانتهى عصر البرونز في أسيا الصغرى نحو 1700 قبل الميلاد، وانتهى في بلاد البحر الأبيض المتوسط 1200 قبل الميلاد وذلك بصهر الحديد وتصنيعه كأدوات.
بدأ العصر البرونزي في أوروبا نحو 2200 قبل الميلاد وبقي في الاستخدام حتى 800 قبل الميلاد.
العصر الحديدي
بدأ صهر الحديد وصناعته في أسيا الصغرى ابتداء من القرن 17 قبل الميلاد عن طريق الحيثين. وبعد انهيار مملكتهم انتهي استحواذهم على تقنية الحديد وحدهم، وانتشرت صناعته في بلاد الجوار مثل سوريا. ثم انتشرت الصناعات الحديدية في باقي بلدان الشرق الأوسط والبلاد المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وانتهى العصر البرونزي فيها.
تطور تاريخ التقنية
اختراعات الإنسان البدائي
تشاهد أنواع من الحيوان تستخدم أدوات. وابتكر الإنسان البدائي إنسان عاقل استخدام أدوات ؛ وبصفة خاصة أدوات كان يصنعها بنفسه لم تشاهد مع الرئيسيات. وكانت تلك المنتجات تتطور وتتحسن مع مرور الزمن. وعلى الرغم من اننا نعرف العصر الحجري بكثرة استخدام الحجارة لتصنيع أدوات قبل 2.5 مليون سنة فلا يصح الاعتقاد بأن الإنسان البدائي لم يستخدم مواد أخرى كانت تحت يديه. ويدل على ذلك آثاره التي تركها، فمنها أدوات من الخشب، والعظام، والجلود، وقشور الثمار. وكان الاستخدام الأول للأحجار هو استخدامها في الرمي، أو كسندان والطرق بالحجارة، وكذلك استخدام فروع الأشجار للاستناد عليها وإقامة أكواخ منها. اكتشفت بقايا أومو في الحبشة ويرجع تاريخها إلى 195.000 سنة سبقت.
انتج انسان نياندرتال والإنسان البدائي (قبل 150.000 – 35.000 ألف سنة) رماحا من الخشب طويلة بطول 2.7 متر للصيد. وزودوها فيما بعد بمدببات من الحجر مناسبة، وصنعوا من الأحجار أيضا سكاكين، منها ما كان مسنونا من جهة واحدة، وأخرى مسنونة الحدين.
وتحكم الإنسان البدائي في النار. فقد عثر العلماء على آثار لاستخدام الإنسان النار ترجع إلى نحو 790.000 سنة، وكان الإنسان المنتصب إنسان منتصب يتحكم في إيقاد النار. ومكّن التحكم في النار والحصول على التدفئة منها من غزو الإنسان لمناطق شمالية باردة خلال العصر الجليدي، واستقر في مناطق أوروبية وأسيوية.
وعمل ابتكار طبخ الطعام على النار على تطور كبير للإنسان، زيادة استفادة الجسم من الغذاء، مع انخفاض في قوة المضغ مما تسبب في تصغير الفكين لدى الإنسان والعضلات المشتركة في المضغ. في نفس الوقت سمح استخدام النار باستطاعة الإنسان أن يغذي نفسه من مواد غذائية كانت جامدة وصعب مضغها، فكانت الحيوانات الأخرى لا تستطيع أكلها أو تحتاج إلى وقت طويل لأكلها والاستفادة منها (مثل الحيوانات المجترة التي تعيد مضغ الحبوب). علاوة على ذلك فإن الإنسان تعود أن يحب رائحة اللحم المشوي أو حتى المحترق وتنفتح شهيته عليها، ولا يشاركه في ذلك من الحيوانات سوي دبابير النحل. كما يحب الإنسان بمفرده من بين الحيوانات الأخرى رائحة شواء الحبوب وأنواع البندق واللب والفشار وزيت السمسم. كما يعزي بعض العلماء زيادة كبر دماغ الإنسان إلى غذائه المشكل هذا والمحتوي على بروتين سهل الهضم عن طريق الطهي.
استطاع الإنسان البدائي بناء أكواخ تحميه من أحوال جوية متقلبة وكانت تشتد أحيانا. وكانت طرق استخدام المواد المختلفة وتجهيزها والتحكم في النار قد توارثها عن ذويه من الإنسان البدائي إنسان عاقل الذي ابتكرها وطور استخدامها. وساعد الصيد في جماعات على التفاهم بين الأفراد وابتكار طرقا جديدة للصيد. وكان في استطاعة إنسان نياندرتال صناعة الملابس، الشيء الذي كان مهما في بلاد باردة في أوروبا. وربما تعلم الهومو سيبينس (الإنسان البدائي) من إنسان نياندرتال صناعة الملابس، ربما قبل 75.000 سنة.
اختراعات قبل انتشار الإنسان على الأرض
تعلم الإنسان البدائي قبل نزوحه من أفريقيا إلى أوروبا وأسيا على الأقل خمس حرف لم يعرفها إنسان النياندرتال ولم يتعلمها : استخدام لون المغرة في التلوين (أصفر) ، صناعة القوارب (عبر الإنسان الحديث البحر الأحمر والبحار في الصين والهند وأندونيسيا إلى أستراليا، في حين أن النياندرتال لم يعبر مضيق جبل طارق من أوروبا إلى أفريقيا و لم يسكن جزر البحر الأبيض المتوسط ) ، وتعلم صيد السمك بالزعف المجدول أو بالشيكة وما يشابهها، وطحن الحبوب ؛ فقد كان النياندرتال لا يعبأ بها كصياد للحيوانات في الغابات الأوروبية، وتعلم الإنسان البدائي المقايضة ، تبادل الأشياء (البضائع) .
ونعرف أن الهومو زابين كان يتبادل التجارة من أنه كان يستخدم حجر صوان أتي من مناطق بعيدة، كما كان يتزين بأنواع من المحار في مناطق بعيدة كثيرا عن الشواطيء . وقد تكون الأشياء الحجرية التي كان النياندرتال يستخدمها مشابهة لما كان يستخدمه الإنسان البدائي (الهوموسابينس) ، ولكنها كانت دائما من مصدر محلي.
اختراعات خلال العصر الجليدي
جاء اختراع الإبرة بعد انزياح الإنسان من أفريقيا إلى أوروبا ثم حدوث العصر الجليدي . ولا يشير علم الجيولوجيا عما إذا كان الانسان قد استأنس الكلب في هذا الزمن ام لا . ولكن ترويض الكلاب واستئناسها كان سابقا لترويض الإنسان للأبقار والدواب المفيدة الأخرى . وربما كان الاستئناس الأول لذئاب أواسط أسيا حيث يتعامل الإنسان معها منذ نحو 40.000 سنة .
وعثر على مغارات زينها إنسان الكرومانيون قبل نحو 35.000 سنة في جنوب فرنسا. ومن هذا الزمن نجد أقدم ما صنعه الإنسان من تشكيل لسن الفيل بالحفر والنقش في أوروبا . كما عثر على زمارة من العظم يعود تاريخها إلى نحو 35.000 سنة سبقت .
خلال العصر الجليدي يبدو أن الإنسان استطاع حرق السيراميك (حرق الطفلة أو الطين ). وعثر على اقدم تمثال من السيراميك (فينوس دولني فيستونيسي) التي يرجع تاريخها إلى نحو 24.000 سنة على الأقل. وأقدم ما عثر عليه من أواني السيراميك فيبلغ عمره نحو 18.000 سنة وكان القدماء يصنعونها بطريقة حلزونية . أما أقدم تمثال من الحجر الجيري فعثر عليه في النمسا ويسمى فينوس ولندورف وهو يبلغ طوله 11 سنتيمتر ويرجع تاريخه إلى 28.000 إلى 25.000 سنة قبل الميلاد.