مقالات وبحوث

مائدتي إليكم معالم: المسجد الأقصى

قبة يوسف تُشكِّل نموذجا فريدا للوفاء، حتى ولو تنوعت البلدان فالوفاء لمن يخدم هذا الدين 

بقلم : د. ناصر محمد معروف

قبة يوسف تقع في الجهة الجنوبيّة لصحن قبّة الصخرة بين القبّة النحويّة ومنبر برهان الدين، وهي قبة مربّعة، مساحتها: (2,4×2,4) متر مربع، تحملها أربعة أعمدة بطول (2) متر، ويعلو القبة تيجان مزخرفة وهلال على النمط العثماني، والقبة مفتوحة من جميع النواحي ما عدا الجهة الجنوبيّة حيث ترتكز على الحائط الأساسي لصحن قبّة الصخرة.

وقبة يوسف أنشأها العثمانيون تخليدا ووفاءً للقائد صلاح الدين الأيوبي، وهو(يوسف بن أيوب بن شادي) ولذلك سميت باسمه، وقد أبدع المعماريون فعمَّرُوها بطراز معماري بديع، وعلى واجهتها نقش تذكاري يدل على سبب التسمية، وهو مؤرخ في سنة (1092هـ ــ1681م)، وهذا النقش ينفي أن تسميتها بيوسف نسبة إلى النبي الكريم يوسف ﷺ.

والنقش الموجود في القبة أحضره العثمانيون من بقايا الخندق والسور الذي أشرف على عمله القائد المحرر صلاح الدين في الجهة الغربية من سور المدينة، وأعاد صيانته وترميمه العثمانيون فتمّ إحضار مازاد عن ترميم السور ووضعوه داخل القبّة، تخليدا لذكرى صلاح الدين، وهي طريقة عظيمة لحفظ الآثار والنقوش، ونصّ النقش :

“بسم الله الرحمن الرحيم وصلواته على محمد النبي وآله، أمّن بعمارته وحفر الخندق مولانا الملك الناصر صلاح الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين خادم الحرمين الشريفين، وهذا البيت المقدّس والمظفّر يوسف محيي دولة أمير المؤمنين أدام الله أيّامه ونصر أعلامه في أيّام أمير الأمراء الكبير، سيف الدين علي أحمد أعزّه الله في سبع وثمانون وخمسماية للهجرة النبويّة الشريفة”.

إغلاق