كيف عصف الشتاء الروسي القارس بإمبراطورية نابليون بونابرت؟
24 يونيو، 2022
335
في مثل هذا الوقت من عام 1812 قام نابليون بونابرت وجيشه الكبير الذي بلغ قوامه 600 ألف رجل بغزو روسيا، ولكن اضطر الجيش الفرنسي إلى التراجع بعد أن لقي أكثر من 400 ألف جندي فرنسي حتفهم وغالبية هؤلاء سقطوا بسبب البرد والجوع.
ولقد أسفرت تلك الحملة الفاشلة عن انهيار الإمبراطورية الفرنسية التي سادت في ذلك الوقت القارة الأوروبية.
فما هي قصة الغزو الفرنسي لروسيا؟
عندما أُعلنت فرنسا إمبراطورية في شهر مايو/أيار 1804 كانت تشمل فرنسا وإيطاليا وأجزاء من ألمانيا والنمسا وبلجيكا وتمتد حتى روسيا.
وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 1804 تم تتويج نابليون إمبراطورا فبات يحكم أجزاء واسعة من أوروبا، وقد واصل حملاته العسكرية وفي عام 1805 انتصر في معركة أوسترليتز على القوات الروسية والنمساوية، وأخضع الحلفاء باستثناء بريطانيا، وفرض الحماية على إسبانيا.
وكان للتفوق البحري البريطاني الفضل في عدم سقوط بريطانيا في قبضة نابليون، وعلى الرغم من هزيمته البحرية في ترافالغار (الطرف الأغر) أمام البريطانيين عام 1805، ظل نابليون صاحب اليد العليا في أوروبا بعد سلسلة من الانتصارات الحاسمة على القوى الأوروبية الأخرى بما في ذلك روسيا.
ووجد نابليون أنه لكي يهزم بريطانيا فإن عليه أن يحيد أسطولها البحري، ولتحقيق ذلك عليه بناء أسطول أكبر وهو أمر صعب ومكلف، ومن ثم رأى أن الحل هو فرض حصار قاري على بريطانيا.
ولكي يحقق ذلك عمل على السيطرة الكاملة على أوروبا بشكل مباشر أو عن طريق التحالف مع قوى أوروبية أخرى لعزل بريطانيا وتجارتها عن القارة.
وهكذا، أعلن نابليون في عام 1806 مرسوما إمبراطوريا يقضي بحصار الإمبراطورية البريطانية ومنع التعامل معها وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام تجارتها.
معاهدة تيلسيت
وفي هذا الإطار، تم التفاوض على المعاهدة التي وقعها نابليون مع ألكسندر الأول، قيصر روسيا، في تيلسيت عام 1807 وهي المعاهدة التي فرض شروطها الإمبراطور الفرنسي.
وإدراكا منه لضعف روسيا، اشترى ألكسندر لنفسه الوقت من خلال لعبة دبلوماسية ماهرة على مدى السنوات القليلة المقبلة.