تاريخ العصور القديمة
الساعة الشمسية والباروكة والفرشة الفرعونية.. اختراعات مصرية طوتها الأيام
منذ آلاف السنين بلغت التكنولوجيا المصرية القديمة ذروتها، لكن صفحات التاريخ طوت كثيرا منها، لتنسب إلى دول أخرى، أو ليعاد اختراعها قبل بضعة قرون.
كان المصريون القدماء مبدعين في عديد من المجالات مثل: الفلك، والرياضيات، والطب، وغيرها من العلوم الأخرى، وبإمكاننا أن نجد تلك الاختراعات في حياتنا اليومية الآن، وقد تبهرنا اختراعاتهم، ليس فقط لأنها كانت سابقة لزمانها، بل لأنه على الرغم من تقدمنا الآن لم نتمكن من فهم المبادئ الأساسية لبعض تلك الاختراعات.
ولأن الاختراعات المصرية القديمة قد يطول طرحها، دعونا نعرض بعض الأمثلة التي تبرهن على براعة أجدادنا القدماء في مجالي معرفة الوقت والنظافة الشخصية.
كانت مصر القديمة من أوليات الحضارات التي قسمت اليوم لمعرفة الوقت اعتمادا على مواضع الشمس نهارا وعلى ظهور النجوم واختفائها ليلا، ومن أقدم أشكال الساعات التي استخدمها المصريون القدماء ساعات الظل، والساعات الشمسية، والساعات المائية، ومرخت.
اعتمد المصريون القدماء في قياس الوقت أولا على ساعة الظل التي تعتمد على الشمس، وتلك الساعة تستخدم عصا رأسية، ومن خلال طول ظلها واتجاهه، يتمكنون من تحديد الوقت لاحقا تطورت ساعة الظل باختراع الساعة الشمسية، والتي نسبها هيرودوت خطأ إلى البابليين.
استخدمت في العصور القديمة أنواع كثيرة من الساعات الشمسية، إلا أن أول ساعة شمسية عرفت أصلها مصري، تقسم الساعة الشمسية النهار إلى أثنى عشر جزءا من خلال قاعدة مسطحة، ويقدر الوقت من خلال ثقب يحمل قطعة خشبية أو معدنية صغيرة مستقيمة، فتمكن المصريون القدماء من تحديد الوقت، في حين يتحرك ظل القطعة الصغيرة بين تلك الأجزاء، ومع ذلك كانت تلك الطريقة تعمل فقط في وجود ضوء الشمس.
ولمعرفة الوقت ليلا، استخدم المصريون القدماء الساعة المائية فعلى الرغم من عدم وجود دليل على منشأ أول ساعة مائية، فقد عثر على أقدم ساعة مائية في مصر في مقبرة أمنحتب الأول ويرجع تاريخها إلى عام 1500 قبل الميلاد، تشبه الساعات المائية الوعاء، وبها ثقب صغير في القاع يسمح بتقطر المياه بمعدل ثابت وبينما تتقطر المياه، هناك علامات بالوعاء مقسمة إلى أثنى عشر عمودا لمعرفة الوقت من منسوب المياه.
علاوة على ذلك تمكن المصريون القدماء من احتساب الوقت ليلا، بشرط وضوح النجوم في السماء، وذلك باستخدام أداة عرفت باسم مرخت، تطورت تلك الأداة على يد المصريين واستخدمت على الأقل نحو عام 600 قبل الميلاد، وتلك الأداة استخدمت في معرفة الوقت بتتبع محاذاة بعض النجوم، لتقدير الوقت ليلا
كل الحضارات القديمة واجهتها عديد من التحديات، ومع ذلك كانت قادرة على التغلب عليها، وصولا إلى المعدات التي تعمل بالبطاريات في العصر الحديث، ونحن الآن نعد قدرتنا على معرفة الوقت أمرا مفروغا منه، يتم ببساطة عن طريق لمحة إلى الساعة أو إلى الهاتف المحمول، وبالمقارنة مع الماضي سنعلم إننا قد قطعنا شوطا طويلا في هذا المضمار.