التاريخ الاسلامي

أحداث وقعت فى سنتى 46 و47 هجرية.. ما يقوله التراث الإسلامى

بدأت الدولة الإسلامية فى زمن معاوية بن أبى سفيان شكلا مختلفا توعا ما عما كان فى زمن الخلفاء الراشدين، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان “سنة ست وأربعين”

فيها شتى المسلمون ببلاد الروم مع أميرهم عبد الرحمن ابن خالد بن الوليد.

وقيل: كان أميرهم غيره والله أعلم.
وحج بالناس عتبة بن أبى سفيان أخو معاوية، والعمال على البلاد هم المتقدم ذكرهم.
وممن توفى فى هذه السنة سالم بن عمير أحد البكائين المذكورين فى القرآن، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد كلها.
ويقول الكتاب عن سنة “سبع وأربعين”
فيها: شتى المسلمون ببلاد الروم.
وفيها: عزل معاوية عبد الله بن عمرو بن العاص عن ديار مصر، وولى عليها معاوية بن خديج، وحج بالناس عتبة.
وقيل: أخوه عنبسة بن أبى سفيان، فالله أعلم.
وممن توفى فيها: قيس بن عاصم المنقري، كان من سادات الناس فى الجاهلية والإسلام، وكان ممن حرَّم الخمر فى الجاهلية والإسلام، وذلك أنه سكر يوما فعبث بذات محرم منه فهربت منه، فلما أصبح قال فى ذلك:
رأيت الخمر منقصةً وفيها * مقابح تفضح الرجل الكريما
فلا والله أشربها حياتى * ولا أشفى بها أبدا سقيما
وكان إسلامه مع وفد بنى تميم، وفى بعض الأحاديث أن رسول الله قال: “هذا سيد أهل الوبر”.
وكان جوادا ممدحا كريما، وهو الذى يقول فيه الشاعر:
وما كان قيسٌ هلكهُ هلكُ واحدٍ * ولكنهُ بنيانُ قومٍ تهدما
وقال الأصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء، وأبا سفيان بن العلاء يقولان:
قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلمت الحلم؟
قال: من قيس بن عاصم المنقري، لقد اختلفنا إليه فى الحكم كما يختلف إلى الفقهاء، فبينا نحن عنده يوما وهو قاعد بفنائه، محتبٍ بكسائه، أتته جماعة فيهم مقتول ومكتوف، فقالوا: هذا ابنك قتله ابن أخيك.
قال: فوالله ما حل حبوته حتى فرغ من كلامه، ثم التفت إلى ابن له فى المسجد، فقال: أطلق عن ابن عمك، ووار أخاك، واحمل إلى أمه مائة من الإبل فإنها غريبةً.
ويقال: إنه لما حضرته الوفاة جلس حوله بنوه – وكانوا اثنين وثلاثين ذكرا – فقال لهم: يا بنيّ، سوِّدوا عليكم أكبركم تخلفوا أباكم، ولا تسوِّدوا أصغركم فيزدرى بكم أكفاؤكم، وعليكم بالمال واصطناعه فإنه نعم ما يهبه الكريم، ويستغنى به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس فإنها من أخس مكسبة الرجل، ولا تنوحوا على فإن رسول الله لم ينح عليه، ولا تدفنونى حيث يشعر بكر بن وائل، فإنى كنت أعاديهم فى الجاهلية.
وفيه يقول الشاعر:
عليك سلام الله قيس بن عاصم * ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من أوليتهُ منك منة * إذا ذكرت مثلها تملأ الفما
فما كان قيس هلكهُ هلكُ واحد * ولكنه بنيان قوم تهدما
المصدر: اليوم السابع
إغلاق