١- في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي وتحديدأ في (۱۷۹۷م) ونتيجة للعديد من
الهجرات النجدية، تشكلت في بلدة الزبير إمارة نجدية مستقلة ذاتيا في بلد الزبير تدير شؤونها بنفسها، حيث يتم انتخاب حاكم الإمارة من قبل سكانها يساعده قاضي الإمارة، وكذلك رئيس حراس، دون تدخل من والي البصرة العثماني، فكان تشكيل الإمارة من أجل مظاهر نمو للبلد، وهذا ما تسطره بنود الاتفاقية التي عقدها حاكم البلدة يحيى بن محمد الزهير وقاضيها إبراهيم بن جديد نيابة عن أهالي الزبير مع الوالي العثماني في بغداد سنة ۱۷۹۷م، التي منها:
. أن تبقى إمارة الزبير تتمتع باستقلال ذاتي ضمن سلطة الدولة العثمانية.
. لا تتدخل حكومة البصرة في سياسة الزبير بخصوص من تراه صالحا لإدارة سياستها الداخلية.
. لا تتدخل حكومة البصرة في أسلوب معايش إمارة الزبير من استحصال الضرائب من سكانها. كما لا تفرض عليها أية ضريبة مالية سواء في منتجها
الزراعي أو الحيواني أو الصناعي أو التجاري. (الصانع والعلي، ١٩٨٨).
۲. حافظت امارة الزبير النجدية على استقلالها الذاتي من سنة (۱۷۹۷م) الموافق ۱۲۱۲هـ حتى (۱۹۲۱م) الموافق ١٣٤٠هـ ، تناوب عليها ١٨ حاكما
وبفترات متفاوتة، كما توالى القضاء فيها عدد من القضاة أولهم ناصر بن جديد وإبراهيم بن غملاس وعبد العزيز الشهوان وعبدالله بن جميعان عبدالله بن نفيسة وصالح المبيض وعبدالله بن حمود وغيرهم، وكان لها قوة أمنية خاصة لها رئيس يسمی
المختار، و بلغ عد د من توالى رئاسة القوة الأمنية ثمانية عشر رئيس أشهرهم سالم الحميد وعبدالله البطاح وعبد الكريم الغربللي.
. على الرغم من الإجراءات المشددة التي اتخذها الوالي العثماني القوي للعراق مدحت باشا، الذي تولى الولاية في 1874م في محاولة في احكام السيطرة على الولاية بتعيين حاكم عثماني للزبير تابع لمستلم البصرة، إلا أن الزبيريين لم يتقبلوا الحاكم الجدید، فثاروا عليه وجدعوا انفه ولم ينقذه الا تهربيه إلى البصرة، وظلت الإمارة تحكم من قبل
شيوخها المنتخبين من سكانها.
٤ . سقوط إمارة الزبير بعد احتلال الإنجليزي للعراق وتنحيتهم لآخر شيوخها إبراهيم بن عبدالله الراشد في ١٣٤٠هـ الموافق ۱۹۲۱م، بعد تشكيل الحكم الملكي في العراق، وتعيين فيصل بن الحسين ملكا على العراق، على الرغم من الخدمات الكبيرة التي قدمها شيخ الزبير لهم خلال فترة الحرب العلمية الأولى، كما سطرها جون فلبي في بعثته للمنطقة في عام ١٩١٧م.
وبذلك ضحى الإنجليز بإمارة الزبير النجدية لرد بعض من الجميل للحسين بن على الذي خدمهم بثورته على العثماني خلال الحرب العالمية الأولى ووعدهم له بخلافة المسلمين، الأمر الذي لم يتحقق له ولا لأولاده من بعده، بعد عن أخرجوا من الحجاز ثم من الشام بعد الحرب العالمية الأولى التي كانت من نصيب فرنسا حسب معاهدة سايكسبيكو ١٩١٧م.